دليل المبتدئين لفهم تحركات السوق.
* التداول محفوف بالمخاطر. أموالك معرضة للخطر.
أسواق ترتفع، وأسواق تنخفض. وهذه الحركة المستمرة هي ما يسميه المتداولون تقلبات السوق.
فهمك لتقلبات السوق ومصدرها وكيفية التعامل معها هو أمر أساسي في التداول. وهو ما يصنع الفرق بين رؤية تقلبات الأسعار كتهديد مربك أو كفرصة.
في هذا الدليل، سنبسط مفهوم تقلبات السوق ونحوّل الأفكار المعقدة إلى رؤى بسيطة قابلة للتطبيق.
تقلبات السوق هي مقياس لمدى سرعة وحجم تغيّر الأسعار. وهي جزء طبيعي من أي سوق مالية.
ورغم أنها تنطوي على مخاطرة، إلا أن التقلبات تخلق أيضًا فرصًا للمتداولين لتحقيق الربح.
يمكن أن تتسبب الأخبار الاقتصادية والأحداث السياسية وحتى المشاعر العامة للمستثمرين في حدوث ارتفاعات مفاجئة في تقلبات السوق
ويستخدم المتداولون أدوات مثل التقلبات التاريخية ومؤشر التقلب (VIX) لقياس مزاج السوق.
امتلاك استراتيجية تداول واضحة والالتزام بها هو أفضل وسيلة للتعامل مع تقلبات السوق.
هل سمعت من قبل عبارة "الأسواق مثل الأفعوانية"؟
هذا التشبيه شائع لفهم معنى التقلبات. فبعض الأسواق تُشبه التلال الهادئة والمنعطفات البطيئة. والبعض الآخر مثل السقوط الحاد والانعطافات الحادة غير المتوقعة.
وتقلبات السوق تُشبه مستوى شدة هذه الرحلة. فهي تقيس حجم وسرعة التغيير في الأسعار للأصل المالي.
فالتقلبات العالية تعني حركات قوية صعودًا وهبوطًا. تخيلها كبحر مضطرب مليء بالأمواج العالية. أما التقلبات المنخفضة فهي مثل بحيرة هادئة ذات حركات بسيطة.
إذًا، ما هي التقلبات في السوق؟ هي نبض السوق. تخبرك بمدى المخاطرة وعدم اليقين في أي لحظة. وبالنسبة للمتداول، فإن التقلبات مهمة لأنها تعني الفرص.
فمن دون حركة لا توجد إمكانية لتحقيق ربح من التغيير في السعر. والتحركات الكبيرة برغم خطورتها فقد توفر عوائد أعلى. ويُعد فهم تقلبات السوق هو أول خطوة لإدارة المخاطر بفعالية.
التقلبات ليست عشوائية، فهي رد فعل السوق على معلومات جديدة. وتوجد عدة عوامل قد تسبب سوقًا متقلبًا، مثل:
الإعلانات الاقتصادية الكبرى هي محرك أساسي للتقلبات. يمكن أن تتسبب تقارير التضخم (مثل مؤشر أسعار المستهلك)، وأرقام التوظيف (مثل تقرير الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة)، ونمو الناتج المحلي الإجمالي (GDP) في ارتفاع الأسعار أو انخفاضها على الفور حيث يقوم المتداولون بتعديل مراكزهم بناءً على التوقعات الاقتصادية الجديدة.
فالانتخابات والسياسات الحكومية الجديدة والنزاعات التجارية والصراعات الدولية تخلق جميعها حالة من عدم اليقين. على سبيل المثال، قد يتسبب الإعلان عن تعريفات تجارية جديدة بإرسال موجات صادمة عبر مخططات تقلب سوق الأسهم ، مما يؤثر على العملات والمؤشرات والسلع. السوق يكره عدم اليقين، وهذه الأحداث مليئة به.
قرارات أسعار الفائدة من بنوك مركزية مثل بنك إنجلترا والاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي لها تأثير قوي على السوق. وقد يؤدي رفع الفائدة أو خفضها بشكل مفاجئ إلى تحركات قوية في أزواج العملات ومؤشرات الأسهم بسبب تغيّر تكلفة الاقتراض فجأة.
أحيانًا يتحرك السوق بناءً على الشعور والانطباع، وليس على البيانات فقط. فقد يؤدي انتشار الخوف إلى موجة بيع مكثفة، بينما يمكن لموجة من التفاؤل (ويُطلق عليها أحيانًا “النشوة غير العقلانية”) أن تدفع الأسعار نحو قمم جديدة. ويمكن أن تؤثر عناوين الأخبار واتجاهات وسائل التواصل الاجتماعي بشكل كبير على هذا المزاج العام.
المتداولون لا يخمّنون ما إذا كان السوق متقلبًا أم لا. بل يستخدمون أدوات محددة لقياسه. وفهم هذه الأدوات يساعدك في الإجابة على سؤال: كيف يتم حساب تقلبات السوق؟
يُعد هذا هو المقياس الأكثر مباشرة. حيث يُنظر إلى مقدار تحرك سعر الأصل خلال فترة محددة مثل آخر 30 أو 90 يومًا. ويخبرك بمدى تقلب الأصل في الماضي، مما قد يوفر أدلة حول سلوكه المستقبلي المحتمل.
وهذا المقياس هو الأكثر تطلعا للمستقبل. والتقلب الضمني مشتق من أسعار عقود الخيارات. ويمثل توقع السوق لمقدار التقلب الذي سيشهده الأصل لاحقًا. وهو مقياس لمستوى المخاطر المتصوّرة.
غالبًا ما تسمع المتداولين يتحدثون عن مؤشر VIX أو مؤشر التقلب. ويقيس هذا المؤشر التقلب الضمني لعقود خيارات مؤشر S&P 500 ويُستخدم على نطاق واسع كأداة لقياس مستوى الخوف في السوق.
وتُشير قراءة مؤشر VIX المرتفعة (عادة ما تكون أعلى من 20) إلى أن المستثمرين يتوقعون تقلبات مرتفعة في السوق ويشعرون بالخوف. أما القراءة المنخفضة (أقل من 20) فتعكس فترة هدوء واستقرار.
التاريخ مليء بلحظات من التقلبات الشديدة. ودراستها تكشف أن الأسواق غالبًا ما تتعافى، حتى بعد أقوى الصدمات.
وتُعلمنا هذه الأحداث درسًا هامًا: فترات التقلب المرتفع غالبًا ما يعقبها تعافٍ ونمو. وغالبًا ما يكون بيع الذعر أثناء الانهيار هو أسوأ خطوة ممكنة.
التحدي الأكبر عندما تضطر إلى التعامل مع تقلبات السوق ليس في الرسوم البيانية للأسعار، بل في نفسك. فعلم النفس البشري غالبًا ما يعمل ضدنا خلال الفترات المضطربة.
وإحدى الخرافات الشائعة هي أن التقلب دائمًا ما يكون أمرًا سلبيًا. فغالبًا ما تصوره وسائل الإعلام على أنه انهيار في السوق، باستخدام لغة مخيفة تُشجع على انتشار الذعر. أما بالنسبة للمتداول المستعد، فإن التقلب هو الوقود. فهي حركة السعر التي تخلق أفضل صفقات التداول.
فهناك خطأ آخر وهو الخلط بين المخاطر الحقيقية والمخاطر المتصورة. وخلال الهبوط، يبدو لنا أن الأسعار ستواصل الانخفاض إلى ما لا نهاية. أدمغتنا مُبرمجة على إسقاط ما حدث في الماضي القريب على المستقبل. لكننا ننسى أن التقلب يعمل في الاتجاهين – فالهبوط الحاد قد يعقبه صعود حاد أيضًا. ومفتاح النجاح يكمن في فصل المشاعر عن التحليل.
بدلًا من الخوف من السوق المتقلبة، يمكنك تعلم كيفية استخدامها لصالحك. فالأمر يعتمد على الاستعداد والانضباط وامتلاك الاستراتيجية المناسبة.
أسوأ وقت لاتخاذ قرار هو عند حالة من الذعر. وخطة التداول القوية التي تضعها عندما تكون هادئًا وموضوعيًا هي أهم أصولك. يجب أن تحدد خطتك نقاط الدخول والخروج، وحجم المخاطرة في كل صفقة، والظروف التي يجب توفرها لاتخاذ أي خطوة. فعندما ترتفع وتيرة التقلب، لن تحتاج إلى التفكير؛ كل ما عليك هو تنفيذ خطتك.
يجب أن تتضمن كل صفقة أمر وقف الخسارة. وهذا المستوى المحدد مسبقًا يُغلق الصفقة تلقائيًا للحد من الخسارة المحتملة. فهي تمنع أن تتسبب صفقة واحدة سيئة من إلحاق الضرر شامل بحسابك خلال فترات التقلب. كما يجب استخدام حجم مراكز مناسب، بحيث تخاطر بنسبة صغيرة فقط من رأس مالك في كل فكرة تداول.
كما قال المستثمر الشهير وارين بافيت: “كن خائفًا عندما يكون الآخرون جشعين، وكن جشعًا عندما يخاف الآخرون.” قد يتسبب ذعر السوق إلى دفع أسعار الأصول الجيدة إلى مستويات جذابة.
وبالنسبة للمستثمرين على المدى الطويل والمتداولين على المدى القصير، يمكن أن تشكّل هذه الانخفاضات فرص شراء مهمة.
إذًا، ماذا عليك أن تفعل في المرة القادمة عندما تُصبح حركة السوق حادة؟
تقلبات السوق هي مقياس لمدى سرعة وحجم تغيّر سعر أصل مالي مثل زوج العملات أو السهم خلال فترة زمنية معينة.
فكّر فيها كنبض السوق. فالتقلبات المرتفعة تعني أن الأسعار تُسجّل تحركات كبيرة وسريعة صعودًا وهبوطًا، ما يشير إلى ارتفاع مستوى المخاطر ولكنه يخلق أيضًا فرصًا أكبر للتداول.
أما التقلبات المنخفضة فتدل على حركة أسعار أبطأ وأصغر، ما يعكس سوقًا أكثر هدوءًا.
وبالنسبة للمتداولين، فإن فهم تقلبات السوق ضروري لإدارة المخاطر وتحديد أفضل نقاط الدخول والخروج.
وهناك طريقتان أساسيتان يستخدمهما المتداولون لقياس التقلبات، رغم وجود صيغ حسابية معقدة:
الطريقة الأولى هي التقلب التاريخي، وهو قياس يعتمد على مراقبة تحركات سعر الأصل في الماضي خلال فترة زمنية محددة لمعرفة مدى انحرافه عن متوسطه. ويخبرك هذا المقياس بمدى تقلب الأصل سابقًا.
والطريقة الثانية هي التقلب الضمني. وهو مقياس مستقبلي مُشتق من أسعار عقود الخيارات، ويعكس توقعات السوق بشأن درجة التقلب المحتملة في المستقبل. وتحتوي معظم منصات التداول على مؤشرات مدمجة تقوم بهذه الحسابات تلقائيًا.
يُعرف مؤشر VIX باسم "مقياس الخوف" في الأسواق. وهو مؤشر لحظي يقيس توقعات السوق للتقلب خلال 30 يومًا قادمة.
ويعتمد المؤشر على التقلب الضمني لعقود خيارات مؤشر S&P 500. وتُشير قراءة مؤشر VIX المرتفعة (عادة ما تكون أعلى من 20-25) إلى أن المستثمرين يتوقعون تقلبات مرتفعة في السوق ويشعرون بالقلق. أما القراءة المنخفضة فتشير إلى فترة استقرار متوقعة وخوف أقل بين المستثمرين.
ويُراقب المتداولون مؤشر VIX للتعرف على معنويات السوق بشكل عام.
تعتمد حماية أموالك خلال فترات التقلبات العالية في السوق على الاستعداد والانضباط.
استخدم دائمًا أمر وقف الخسارة لتحديد الحد الأقصى للخسارة المقبولة. وتداول بحجم صفقة يتناسب مع رأس مال حسابك، ولا تخاطر إلا بنسبة صغيرة في كل صفقة.
يُساعدك الالتزام بخطة تداول واضحة تم إعدادها عندما كانت الأسواق هادئة بهدف تجنب اتخاذ قرارات عاطفية أثناء التحركات السريعة للأسعار.
تقلبات السوق ليست أمرًا يدعو للخوف. فهي سمة متأصلة في الأسواق المالية. وهي المحرك الذي يخلق الفرص التي يسعى المتداولون للاستفادة منها.
ويُساعدك فهم ما هي تقلبات السوق في تغيير وجهة نظرك. فالتقلب ليس علامة على خلل في النظام، بل دليل على أنه يعمل. ويؤكد أن الأسعار تتكيف مع المعلومات المتاحة.
فمن خلال وضع خطة تداول قوية، وإدارة المخاطر بانضباط، والتحكم في عواطفك، يمكنك التعامل مع الأسواق المتقلبة بثقة. وأيضًا تحويل ما يراه البعض تهديدًا إلى أفضل فرصة لتحقيق الأرباح.